قلق أمريكي من الحكم بالسجن على الأسير المهندس محمد الحلبي

تم النشر: 31-08-2022 الساعة 13:49

واشنطن – حريات

عبرت وزارة الخارجية الأميركية عن قلقها بسبب قرار محكمة إسرائيلية بالسجن 12 عاما على المدير السابق لمنظمة "ورلد فيجن" الأميركية غير الحكومية في قطاع غزة، بعد إدانته بتحويل ملايين الدولارات لحساب حركة (حماس)، رغم نفيه الاتهامات الموجهة إليه.

وقال نائب الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، في رده على سؤال مراسل صحيفة المحلية، حول موقف وزارته من حكم الحلبي ، أثناء مؤتمره الصحفي  وقال:  "لقد قامت الولايات المتحدة بمراقبة قضية محمد الحلبي عن كثب ، كما أشرنا إلى  مخاوف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية بشأن ضمانات عدالة هذه المحاكمة".

وقال المسؤول الأميركي "لقد تواصلنا سابقًا مع محامي محمد الحبيب لمعرفة المزيد عن اعتقاله وقضية المحكمة ، وقد عبرنا لإسرائيل عن قلقنا العميق بشأن طول فترة محاكمته".

وأضاف باتيل "نواصل المطالبة بالاحترام الكامل لحقوق الإنسان في إسرائيل والضفة الغربية وغزة، وكما قلنا مرات عديدة من قبل ، يستحق الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء العيش بأمان وسلام والتمتع بتدابير متساوية من الحرية والازدهار والديمقراطية"، مؤكدا "إننا سنواصل تعزيز دور حقوق الإنسان في سياستنا الخارجية وتشجيع الإصلاحات القانونية التي تعزز احترام حقوق الإنسان لجميع الأفراد".

وأصدرت المحكمة المركزية الإسرائيلية في بئر السبع, الحكم على الحلبي بالسجن "12 عاما مع احتساب المدة التي أمضاها فعليا" منذ بدء المحاكمة التي امتدت لـ172 جلسة،  إذ إنه موقوف منذ 6 سنوات، وفقا للحكم الصادر.

وأدين الحلبي في شهر حزيران الماضي بتهمة الانتماء إلى "جماعة إرهابية" و"تمويل أنشطة إرهابية" و"نقل معلومات إلى العدو" و"حيازة سلاح"، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ورفض الحلبي التهم الموجهة إليه، كما ندد محاميه بما سماها "محاكمة سياسة"، خصوصا أن التدقيق الداخلي للمنظمة الأميركية أكد أن موكله لم يحول أي أموال لحماس.

وأصدرت منظمة "ورلد فيجن" الأميركية بيانا قالت فيه "إن الحكم بالسجن 12 عامًا الذي أُعلن عنه في محاكمة محمد الحلبي مخيب للآمال بشدة ويتناقض بشدة مع الأدلة والوقائع في القضية".

وتقول المنظمة "بصفتنا أتباع يسوع المسيح ، فإن منظمة ورلد فيجن ( الرؤية العالمية) مسؤولة أمام الأطفال والعائلات الذين نخدمهم ، وأمام المانحين ، والأهم من ذلك كله أمام الله ليكونوا وكلاء مخلصين، ولذلك تدين منظمة ورلد فيجن بشدة أي وجميع أعمال الإرهاب أو تدعم مثل هذه الأنشطة، ونحن نرفض أي محاولة لتحويل الموارد الإنسانية أو استغلال عمل المنظمات الإغاثية العاملة في أي مكان ، ولا نرى أدلة على هذه الأمور في هذه الحالة".

وقالت المنظمة في بيانها "نحن نؤيد نية محمد في استئناف الحكم والعقوبة والدعوة إلى عملية استئناف عادلة وشفافة تستند إلى وقائع القضية" مشددة أن "الاعتقال والمحاكمة لمدة ست سنوات والحكم الجائر وهذه العقوبة هي رمز للأعمال التي تعرقل العمل الإنساني في غزة والضفة الغربية، وإنه يضيف إلى التأثير المخيف على منظمة الرؤية العالمية وغيرها من مجموعات المساعدات أو التنمية التي تعمل لمساعدة الفلسطينيين.

واختتمت المنظمة بيانها بالقول "نشعر بالحزن لأن عملنا في مساعدة الأطفال الأكثر ضعفا في غزة قد تعطل لفترة طويلة ، ونأمل أن نعود إلى غزة. لا نزال ملتزمين بتحسين حياة الأطفال المعرضين للخطر في المنطقة ، ونأمل أن نتمكن من النهوض بعملنا الإنساني في سياق تعاوننا الطويل الأمد مع السلطات الإسرائيلية والفلسطينية ذات الصلة".

وقال محامي الحلبي، ماهر حنا بعد صدور الحكم، "موكلي بريء ولم يفعل شيئا، وليس هناك أي دليل ضده، بل على العكس أثبتُّ للمحكمة عدم تحويل أي أموال لحماس".

وأضاف حنا -الذي يعتزم تقديم استئناف للمحكمة العليا الإسرائيلية- أن "محمد كان يعوّل على العدالة، وكان يعتقد أنها ستتحقق في نهاية المطاف".

ورأى المحامي أنه لو اعترف الحلبي بالتهم الموجهة إليه، لأطلق سراحه. كما أعلن المدعي العام الإسرائيلي عزمه استئناف الحكم.