"بتسيلم": جرحى غزة يخوضون صراعًا نفسيًا للعودة إلى حياتهم الطبيعية

تم النشر: 01-09-2022 الساعة 08:51

سلطت منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية لحقوق الانسان الضوء على المعاناة التي يعيشها جرحى قطاع غزة ممن أصيبوا خلال جولة القتال الأخيرة التي استمرت 3 أيام والسابقة في مايو/ أيار عام 2021.

وكشفت "بتسيلم" خلال حديث أجرته خلال الأشهر الأخيرة مع عدد من جرحى العدوان الإسرائيلي عام 2021 أن عدد منهم لا يزالون يخوضون صراعاً من أجل إعادة تأهيل أنفسهم والعودة إلى مسار الحياة الطبيعي. 

ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، بقي عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة بدون مأوى وتضررت عشرات المنشآت الصحية والبنى التحتية الملازمة لها، كما أدى تضرُّر البنى التحتية وشبكتيّ الكهرباء والماء إلى عرقلة عمل المستشفيات.

وفي إفاداتهم، التي دونها باحثو "بتسيلم" تحدث الجرحى عن صراعهم وصراع أُسَرِهم مع تحديات إعادة التأهيل، كما سلطت الإفادات الضوء على الواقع الأوسع الذي يعيشه جرحى الجولة الأخيرة والجولات السابقة في قطاع غزة، والذين يحاولون إعادة تأهيل أنفسهم بشقّ الأنفس. 

وأوضحت أن إعادة التأهيل بعد إصابة بالغة هي عملية مضنية وحاسمة تشمل العديد من الجوانب الطبية والنفسية المركّبة. إلا أن إعادة التأهيل في قطاع غزة هو أكثر تعقيداً، أضعافاً مضاعفة، سواء بسبب عدد الجرحى الآخذ في الازدياد باستمرار من "جولة" إلى "جولة" أخرى، أو بسبب البنى التحتية التي تزاد أوضاعها تردياً وسوءاً باستمرار جرّاء استمرار الحصار الإسرائيلي على القطاع.

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، اثنان من مستشفيات قطاع غزة، التي يبلغ عددها ثلاثين مستشفى، اضطرا إلى التوقف عن العمل تماماً خلال "جولة" القتال الأخيرة جرّاء الأضرار التي لحقت بهما، بينما واصلت المستشفيات الأخرى العمل بصورة جزئية ومحدودة فقط. إضافة إلى ذلك، أغلقت 57 عيادة من بين العيادات العامة الـ 93 في قطاع غزة بينما بقيت العيادات الأخرى تعمل بصورة جزئيّة فقط. 

وتابعت "بتسيلم" :"رغم أنّ جهاز الصحّة في القطاع يعاني من نقص خطير في الأدوية والتجهيزات، وكذلك في الأطباء بشكل عام وفي الأطباء ذوي التأهيلات المواكبة للتطورات والتحديثات بشكل خاص، إلا أن إسرائيل تواصل حصارها على القطاع وتمنع إدخال الأدوية والأجهزة الطبيّة المتقدّمة، ما يتسبب بضرر إضافي آخر للجرحى إذ تحرمهم من إمكانيات العلاج التأهيلي.

كما أشارت إلى أن إسرائيل تمنع جرحى كثيرين ممّن لا تتوفّر العلاجات والخدمات الصحيّة اللّازمة لهم داخل القطاع من الوصول إلى مؤسّسات طبيّة في الضفة الغربية، رغم أنها لا تبعد سوى عشرات الكيلومترات، من أجل الحصول على العلاج الطبي اللازم والمناسب لهم.

ووفقًا لمنظمة Handicap International، يعمل في قطاع غزّة نحو خمسين مركزاً للعلاج التأهيليّ تشغّلها منظمات غير حكوميّة وتعتمد على توفّر التمويل من الصّناديق الأجنبية المانحة، وتعاني هذه المراكز من نقص في القوى العاملة وصعوبات في التأهيل المهنيّ للعاملين فيها، ولهذا فإنّ خدمات إعادة التأهيل التي يمكن لهذه المراكز تقديمها تقتصر على العلاج الطبيعيّ والدعم النفسيّ - الاجتماعيّ، بينما تكاد إمكانيّات إعادة التأهيل التشغيلي بواسطة أجهزة مساعدة تكون معدومة تماماً. 

وقالت "بتسيلم" إن "إسرائيل" تتنصل من أيّة مسؤوليّة وقد سنّت لنفسها قانوناً يعفيها من دفع تعويضات في جميع الحالات تقريباً، بادّعاء أنّها وقعت خلال "عمليّات قتالية"، وهو ما يجعل من فرص حصول فلسطينيّين قدّموا دعاوى تعويض عن الأضرار التي ألحقتها بهم إسرائيل شبه معدومة.

ويعاني ضحايا الحرب في قطاع غزّة من ضائقة اقتصاديّة شديدة ومن انعدام الدّعم الذي يتيح إعادة تأهيلهم، كما يعانون من الخوف والرعب من جولات قتالية متكررة، وفي ظل الشعور بأنهم قد يتحولون في أية لحظة إلى أهداف للقصف الإسرائيلي.